خطب الجمعة
ومسؤوليات الخطباء
إعداد
مجلس الدعوة والإرشاد
مقدمة
الخطبة شعيرة من شعائر الإسلام لها دورها الفعال في صياغة سلوك الناس والتأثير عليهم في شتى المجالات، ولها دورها البارز في خدمة الدعوة إلى الله، ولذا اهتم بها رسول لنشر الإسلام وإبلاغ الرسالة.
وخطباء المساجد من خيار الناس وأئمتهم ومرشديهم إلى خيري الدنيا والآخرة.
ومن هذا المنطلق فقد حرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على تطوير أعمالها في هذا الجانب ورعايته وفق معطيات العصر، وقد جرت دراسة هذا الموضوع من قبل مجلس الدعوة والإرشاد، ووضع جملة من الضوابط والشروط التي من شأنها الارتقاء بمضمون الخطبة، والرفع من مستوى الخطباء وأدائهم لمهماتهم، وقد أوصى المجلس بطباعة ما توصل إليه وتوزيعه على الخطباء للاسترشاد به في أعمالهم، وقد جاءت تلك الدراسة على محورين:
المحور الأول: عن الخطبة، حيث بين: الغرض منها، وصفة الخطبة وسياقها، وقواعد إعداد الخطبة.
المحور الثاني: عن الخطيب ومسؤولياته، شمل: صفات الخطيب، ومسؤولياته وواجباته، والأخطاء التي يقع فيها بعض الخطباء.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المحـور الأول
الخطبــة
وقد اشتمل على الأمور التالية:-
أ) الغرض من الخطبة.
ب) صفة الخطبة وسياقها.
ج) قواعد وضوابط إعداد الخطبة.
أ) الغرض من الخطبة:
1- الوصية بتقوى الله تعالى والأمر بطاعته والزجر عن معصيته كما كان النبي يوصي بذلك.
2- ترسيخ أصول الإيمان وتقويته في القلوب وتثبيت العقيدة الصحيحة بتلاوة آيات من كتاب الله وذكر شيء من المأثور عن النبي من البيان، فقد كان كثيرا ما يخطب بسورة (ق) على المنبر.
3- الدعوة إلى الصلاح والإصلاح والتمسك بأمور الشريعة وإقامة الحق، والعدل والحث على مراعاة وحدة هذه الأمة والتحذير مما يضعفها، ونشر الفضائل، وترقيق القلوب بالوعظ والتذكير المشتمل على التزهيد في الدنيا والتذكير بالموت وأحوال البرزخ وأهوال البعث والحشر وعرصات القيامة وأحوال الناس فيها وذكر صفة الجنة والنار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- توضيح العبادات والأحكام وتفصيل الحلال والحرام، وتفقيه المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم.
5- التذكير عند المناسبات الشرعية مثل رمضان والحج ونحوهما بذكر فضلها وبيان ما يحتاج الناس إليه من أحكامها والحث على اغتنامها والاجتهاد فيها.
6- تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ورد الشبهات التي يثيرها أعداؤه للصد عنه، وذلك بأسلوب بليغ وبرهان ساطع حكيم بعيدا عن المهاترات والسباب والتشهير.
7- الحث على لزوم السنة والتأسي بأهلها والتحذير من البدعة والزجر عنها بذكر شؤمها وسوء عاقبة أهلها.
8- بيان مواقف وأقوال أهل العلم المجمع على إمامتهم في الدين، في القضايا والحوادث الآنية، والنوازل العامة، وتذكير المستمعين بوجوب الرجوع إلى العلماء فيما يشكل عليهم من أحكام هذه المعضلات.
9- التحذير من الفتن ببيان خطرها على الدين وسوء عاقبتها على المسلمين والتذكير بأسباب النجاة والعصمة منها والواجب نحو أهلها.
10- تثبيت معنى الإخوة في الإسلام ووحدة أمته والحث على تحقيق مقتضياتها والبعد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتنة الطائفية أو يهيج النزاعات العرقية.
ب) صفة الخطبة وسياقها
يمكن أن يدرك المرء أهمية تحرير أسلوب الخطبة من خلال إدراكه لأهمية خطبة الجمعة ذاتها فهي موعظة أسبوعية في بيت من بيوت الله تعالى، وهي مفروضة من الله تعالى يجتمع لها المسلمون، وأوجب الله على المسلمين الاستماع والإنصات إليها. فمن قال لصاحبه أنصت والإمام يخطب فقد لغا، ومن مس الحصى فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له. وحسبنا هدي الرسول وصحابته في سياق الخطبة وأجزائها، وقد كان يخطب أصحابه خطبتين قبل صلاة الجمعة، وعند تتبع منهجه في الخطبة نجد ما يلي:
1- السلام على الناس قبل الخطبة.
2- الحمد لله والثناء عليه، والشهادتين.
3- الصلاة على النبي .
4- الوصية بتقوى الله تعالى وتذكير الناس بما أراد بيانه لهم في الخطبة.
5- قراءة آيات من